ما هو التفول أو أنيميا الفول Favism ؟
حديثنا في هذا المقال عن ما هو التفول أو انيميا الفول، هل هو وراثي وكيف ينتقل عبر الأجيال، وكيف يتم التعامل معه.ما هو التفول أو أنيميا الفول
يعتبر نقص إنزيم G6PD المسبب لمرض التفول وهو خلل جيني وراثي، الجين المسؤول عن تكوين هذا الإنزيم محمول على الكروموسوم X، وأي خلل يحدث في الأخير يؤدي إلى نقص تكوين هذا الإنزيم.التفول من الأمراض الوراثية التي تورث من الآباء إلى الأبناء، وتنتشر الإصابة عند الأطفال الذكور بشكل أعلى من الإناث ولكن هذا لا يعني عدم إصابة الإناث إنما تسجل نسب الإصابة أقل في الإناث ( قد تكون الإناث حاملة للمرض وليست مصابة ).
عند غياب أو عدم فعالية انزيم G6PD المهم لصحة كريات الدم الحمراء، تكون كريات الدم الحمراء معرضة للتحلل والتكسر حال تعرضها لما يحفز أكسدتها.
يعمل هذا الانزيم في الأحوال الطبيعية على حماية كريات الدم الحمراء من التأكسد ويساعد على إطالة عمر هذه الكريات للفترة اللازمة
ومن المهم التنبيه إلى أن الإصابة بهذا المرض تكون متفاوتة الشدة، منها ما يكون بسيطاً ومنها ما يكون شديداً وتعتمد شدة الأعراض على مستوى فعالية انزيم G6PD ففي بعض الحالات يكون هذا الانزيم غائباً تماماً وغير فعال وهنا يجدر بالمريض أخذ الحيطة والحذر من جميع ما يتناولونه كالطعام والأدوية وحتى المكملات الغذائية، وفي أحيانٍ أخرى تكون هنالك كمية فعالة من هذا الانزيم لحد معين ما يؤهل المريض لممارسة حياة طبيعية نسبياً.
تشخيص انيميا الفول عند الاطفال
للتأكد إذا ما كان الطفل حاملاً للمرض أم لا ، يتم عمل فحوصات تقيس مدى فعالية انزيم G6PD وعمل مسح شامل لكريات الدم الحمراء وتشخيص أي مشاكل.عادة لا يوجد للأطفال المواليد حديثاً أعراض سابقة، يتم تحفيز ظهور الأعراض الخاصة بمرض التفول أو حساسية الفول عند تعرض الطفل لأحد المواد التالية:
بعض أصناف الطعام، ويشمل البقوليات بجميع أنواعها وفول الصويا.
بعض الأدوية، مثل ( الأدوية المسكنة أو الخافضة للحرارة، مثل: الإسبرين وهو ممنوع الاستخدام للأطفال، بعض المضادات الحيوية المحتوية على مادة السلفا، عقار الكلوروكين (chloroquines) المستعمل في علاج الملاريا)
بعض المواد الكيماوية، مثل: النفثالين.
أعراض التفول أو أنيميا الفول:
عادة لا يعاني أغلب الأشخاص المصابين من أي أعراض ولكن البعض الآخر قد يعاني من فقر الدم نتيجة لتكسر كريات الدم الحمراء كنتيجة لعدم قدرتها على مقاومة التأكسد، وأكثر ما يقلق فيما يتعلق بهذا المرض هو ضرورة إدراك أنه وفي بعض الحالات قد يتعرض المصاب لما يحفز تحلل كريات الدم بشكل حاد مما يستدعي رعاية طبية حثيثة ومن هنا تكمن ضرورة إدراك المرض لتجنب الدخول بحالات تحلل الدم الحادة.يجب مراقبة الأطفال والانتباه لأي أعراض تظهر التحسس لديهم والاتصال بأقرب مركز صحي إذا ظهرت هذه الاعراض، ومن هذه الأعراض:
نزول بول داكن اللون
إعياء وتعب عام
ألم في البطن
تسارع في نبض القلب
صعوبة في التنفس
يرقان، إصفرار الجلد و الصلبة (المنطقة البيضاء في العين)
شحوب في الوجه
نصائح مهمة لمرضى التفول ( أنيميا الفول)
في الغالب يعيش معظم المرضى الذين يعانون من أنيميا الفول حياة طبيعية ويتمتعون بصحة جيدة. و لكن في حال تعرضهم لأي من العوامل المحفزة مثل العدوى، والحمى، أو عند تناول أي مادة كيميائية أو غذائية لا تستطيع خلايا الدم الحمراء الفقيرة بإنزيم G6PD التعامل معها، تتفاعل خلايا الدم و تتكسر أو تتحلل في الجسم قبل أوانها مما يسبب مشكلة قد تكون خطيرة ما لم يتم التعامل معها بسرعة، أهم النصائح نقدمها لمرضى التفول ومن هم معنيون بالعناية بأحد المرضى به:
- يجب عدم أكل الفول بجميع أشكاله وحتى أنواع الفول المعلب، كما يجب عدم تناول أي أطعمة يدخل فيها الفول كبعض أنواع الفلافل وبعض أطباق الحمص وبعض الأطباق الأخرى. مع الحرص على تفقد ملصق المكونات خاصة على أنواع الشوكولاتة ويمكن أن يشار لاستخدام الفول ومشتقاته باستخدام أحد الكلمات التالية:
- إذا كان المصاب رضيعاً يحظر على الأم تناول ما يحظر على طفلها المصاب مثل الأدوية والأطعمة أثناء إرضاعها لطفلها المصاب، إلا إذا سمح الطبيب بذلك.
- يمنع تناول الأدوية بدون استشارة الطبيب المختص، فبعض الأدوية يجب تجنبها أو استعمالها بحذر؛ لأنها قد تسبب حدوث تكسر لكريات الدم الحمراء
- تجنب التواجد في الأماكن المكتظة بالناس فقد يتواجد أشخاص مصابون بأمراض معدية، وحيث أن الإصابة بالعدوى قد تحفز تحلل الدم لدى مريض التفول مما يستدعي إحالته للمستشفى لتلقي الرعاية اللازمة.
- الابتعاد عن حقول الفول لأن حتى أزهار الفول قد تسبب تكسرا في كريات الدم الحمراء مثله كمثل أكل حبوب الفول، ويجدر بنا الإشارة إلى أن التحسس من أزهار الفول يلاحظ في الحالات الشديدة من التفول لذا يجب تجنبه في هذه الحالات.
فور زوال العامل المحفز أو المسبب للمرض، يبدأ المريض بالتعافي و الرجوع إلى طبيعته، وتجدر الإشارة إلى انه لا يوجد حل أو علاج جذري لمرض التفول أو أنيميا الفول ولكن يمكن للمريض أن يعيش حياة طبيعية في حال نجح في تجنب العوامل المحفزة للمرض، خاصة فيما يتعلق بنظامه الغذائي.
تعليقات
إرسال تعليق